[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بمناسبة 16 أبريل يوم العلم اليكم لمحة عن حياة
العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[rtl]هو العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]-[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] م من رجالات الإصلاح في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و مؤسس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بالجزائر رائد النهضة الجزائرية، وأحد رجالات الجزائر الصامدة وعظمائها.
الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولانا من كثير الهبات والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له عظيم الرحمة شديد النقم ، وأشهد أن محمداً عبدا لله ورسوله أوتي جوامع الكَلِمْ فبلغ عن ربه شريعته بأفصح لسان وهدى وعلم فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد:[/rtl]
[rtl]جدير بنا أن نذكر عبد الحميد بن باديس كلما أظلنا يوم 16 أفريل[نيسان]، فلقد كان رحمه الله أمة وحده، وقد وهب حياته في خدمة الجزائر وكرس حياته في العلم والمعرفة وبإتصالاته بكبار العلماء ،عاملاً على نشر العربية والإسلام وجميع مقومات الشخصية الجزائرية، ولقي في سبيل ذلك جفاء الأقربين، وحرب الأبعدين، فما كلَّ ولا ملَّ ولا استسلم حتى فارق الحياة. لذلك أرى من واجب الوفاء تجديد ذكراه وتقديم لمحات من حياته للجيل الصاعد المعتز بالعروبة والإسلام عساه أن يتخذ من حياة هذا الرجل العظيم مثال احتذاء ومنار اقتداء.[/rtl]
[rtl]ولادته ونشأته:[/rtl]
[rtl]هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1307 هـ الموافق لـ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م. نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. عبد الحميد ابن باديس ظاهرة عرفها التاريخ وعرفتها الجزائر،وهكذا ترعرع في أسرة لها تالد من علم وفضل يشهد به تاريخ الجزائر من عهد المعز بن باديس الصنهاجي إلى العهد العثماني، حيث كان أبو العباس أحميدة بن باديس من أشهر قضاة قسنطينة وأفاضل علمائها، غير أن العصور المظلمة قضت على ما كانت تتمتع به هذه الأسرة وغيرها من الأسر الجزائرية من علم ومجد وبطولة ورجولة، وكمنت تلك الخصائص والميزات إلى أن تجلت في عبد الحميد فكان همزة وصل ربطَ الأواخر بالأوائل، وجدد أمجاد الجزائر وأزال عنها غبار الخمول والنسيان.[/rtl]
[rtl]تعلمه:[/rtl]
[rtl]حفظ القرآن على الشيخ محمد بن الماداسي، وتلقى مبادئ العلوم على الشيخ حمدان الونيسي بجامع سيدي محمد بن النجار بقسنطينة وقد أخذ عليه عهداً بأن لا يعمل عملاً للحكومة ولا ينخرط في وظائفها، ووفى عبد الحميد بهذا العهد وأخذه على بعض تلامذته الذين توسم فيهم خدمة الصالح العام.[/rtl]
[rtl]هجرته في طلب العلم:[/rtl]
[rtl]هاجر شيخه حمدان إلى الحجاز فتاقت نفس عبد الحميد إلى جامع الزيتونة فذهب إليه سنة 1908 فتلقى العلم على علمائه حتى أحرز على شهادة التطويع في العلوم ، وهي من أكبر الشهادات العلمية في ذلك العهد، وكان من شيوخه الذين لهم أثر في توجيهه العلمي الشيخ محمد النخلي رحمه الله ، والشيخ الطاهر بن عاشور حفظه الله.[/rtl]
[rtl]سفره إلى الشرق:[/rtl]
[rtl]ما كاد يستقر بقسنطينة بعد عودته من تونس سنة 1912 حتى تحركت في نفسه دواعي التشوق إلى البقاع المقدسة، فحج واعتمر وجدد العهد بشيخه حمدان وزوده هذا برسالة إلى الشيخ محمد بخيت أحد علماء عصره في مصر، فاتصل به وبكبار الشيوخ، ورجع من هنالك بإجازات وأسانيد.[/rtl]
[rtl]مباشرته للتدريس:[/rtl]
[rtl]عاد إلى قسنطينة ورابط بمسجد سيدي قموش يقضي بياض يومه في تعليم الشبان مبادئ العلوم والإسلام الصحيح، ويوجههم التوجيه الحسن. وعند إقبال الليل يلتفت إلى الكهول والشيوخ الملتفين حوله بالجامع الأخضر يدعوهم إلى الله على بصيرة ويذكرهم بأيام الله. فكانت مجالس دروسه كثيرة الزحام، تخرجت عليه طبقة من العلماء والأدباء امتازوا بعمق التفكير وصدق التعبير فكانوا بحق رواد النهضة الجزائرية في العلم والأدب والوطنية.[/rtl]
[rtl]اشتغاله بالصحافة:[/rtl]
[rtl]كان من مؤسسي جريدة النجاح، ثم تخلى عنها، وأسس سنة 1925 جريدة المنتقِد، وتولى رئاسة تحريرها وأسند إدارتها للشهيد أحمد بوشمال، وكان من كتابها الشيخ مبارك الميلي، والشيخ الطيب العقبي، رحمهما الله، وقد نشرت في عددها السادس مقالاً للميلي تحت عنوان «العقل الجزائري في خطر»، كما نشرت في عددها الثامن قصيدة للعقبي تحت عنوان «إلى الدين الخالص» ومثل هذه القصيدة وذلك المقال يعد جراءة كبرى في ذلك العهد لتناولهما العادات المألوفة بالنقد والتجريح. وسارت على خطتها حتى عُطلت بقرار بعدما برز منها ثمانية عشر عدداً؛ فأصدر بعد ذلك جريدة الشهاب على خطة المنتقد ومباديه، فلاقت في سبيل ذلك ما لاقت من العناء والصعوبات قلم تلن قناتها لغامز، وتحالفت قوى الرجعية وكل هامز لامز على عبد الحميد حتى أصبح مهدداً في حياته. [/rtl]
[rtl]محاولة اغتياله:[/rtl]
[rtl]ففي سنة 1927 بينما هو متوجه إلى سكنه بعد خروجه من درس التفسير ليلاً، إذا بأحد الجناة يحاول اغتياله، فاستغاث الشيخ فألقى الناس القبض على الجاني قبل إتمام الجريمة، فهنأ الشعراء الشيخَ بالنجاة، وما زلت أذكر طالعَ قصيدة محمد العيد:[/rtl]
[rtl]حمتْكَ يدُ المولى وكنتَ بها أولى * فيا لك من شيخ حمته يدُ المولى[/rtl]
[rtl]مكانة الشهاب:[/rtl]
[rtl]للشهاب مكانة مرموقة في الشمال الإفريقي ، فما زلتُ أذكر أن الشيخ مصطفى بن شعبان بتونس رحمه الله كان يكتب في جريدة الشهاب ويعمل على نشرها كان يكتب فيها من المغرب الأقصى ويعمل على نشرها الأستاذ علال الفاسي والفقيه غازي وغيرهم من شباب الأمس وشيوخ اليوم، وأذكر أن مما نشرتْه الشهاب إذ ذاك الشاب السيد علال قصيدة طالعها:[/rtl]
[rtl]أبعد مرور الخمس عشرة ألعبُ[/rtl]
[rtl]وذلك في سنة 1927، وقد استحالت الشهاب من جريدة أسبوعية إلى مجلة شهرية فكانت سجلاً لتاريخ الجزائر العلمي والسياسي في عصر الانبعاث أو في الفترة التي كانت بين الحربي الحرب الكبرى والحرب الأخيرة ، وكان يحرر فيها فصل : (في المجتمع الجزائري) أحمد توفيق المدني عالباً ويحرر فصل : (الشهر السياسي) دائماً، ويحرر عبد الحميد القسم الديني والقسم العلمي من المجلة وأهمها مجالس التذكير التي تسعى وزارة الأوقاف حالياً في جمعها ونشرها كما تولت طبع ونشر مجموعة دروسه في علم التوحيد على الطريقة السلفية.[/rtl]
[rtl]عبد الحميد ونادي الترقي:[/rtl]
[rtl]في سنة 1927 أسس السادةُ الحاج مماد المنصالي ، محمود بن ونيش ، عمر الموهوب ، أحمد توفيق المدني ، وبعض الإخوان نادي الترقي ، فكان النادي ملتقى النخبة المفكرة سواء من كان منهم مقيماً بالعاصمة أو من كان وافداً عليها من الخارج. وكانت تلقى فيه المحاضرات والمسامرات ، وتقام فيه الحفلات ، فكان عبد الحميد كلما جاء إلى الجزائر يحاضر فيه أو يسامر أو يجمتع فيه بالشباب الناهض المتوثب من طلبة العلم والمفكرين ، فكان النادي بذرة صالحة للنهضة الجزائرية.[/rtl]
[rtl]ولقد تكونت لجنة تحضيرية فيه انبثقت عنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وكان كاتب اللجنة الشيخ أحمد توفيق المدني ورئيسها السيد عمر إسماعيل رحمه الله.[/rtl]
[rtl]عبد الحميد رئيس جمعية العلماء:[/rtl]
[rtl]تأسست جمعية العلماء بعد الاحتفال بمضي قرن على احتلال الجزائر فكان ذلك رداً عملياً على المحتفلين الذين كانت أصواتهم تردد الجزائر فرنسية وكان شعار العلماء المصلحين "الإسلام ديننا ، العربية لغتنا ، الجزائر وطننا" ، وقد ظهر هذا الشعار أول ما ظهر مكتوباً على كتاب الجزائر للشيخ أحمد توفيق ، ثم تناولته الألسنة والأقلام ولقن للتلامذة في المدارس وذلك سنة 1931، وفي 5 ماي [أيار] من هذه السنة اجتمع علماء القطرالجزائري بنادي الترقي فأسسوا جمعية العلماء وأسندوا رئاستها إلى عبد الحميد بن باديس بإجماع ، وكان غائباً حيث لم يحضر معهم في اليوم الأول ولا في اليوم الثاني ، وفي اليوم الثالث جاء إلى الاجتماع وألقى كلمة جاء فيها:[/rtl]
[rtl]"إخواني ، إنني قد تخلفت عن جمعكم العظيم اليوم الأول والثاني فحرمت خيراً كثيراً، وتحملت إثماً كبيراً، ولعلكم تعذرونني لما لحقت في اليوم الثالث، وأذكر لحضراتكم ما تعلمونه من قصة أبي خيثمة الأنصاري لما تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ثم لحقه فقال الناس هذا راكب يرفعه الإل ويضعه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة ، فقالوا: هو أبو خيثمة ، فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ودعا له بخير . ومثلكم من كان له في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة." هكذا كان يستلهم أقواله وأفعاله من السنة النبوية.[/rtl]
[rtl]وألقى خطاباً آخر في ذلك الاجتماع عندما باشر مهام الرئاسة ، هذا نصه: [/rtl]
[rtl]"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إخواني، إنني ما كنت أعد نفسي أهلاً للرئاسة لو كنتُ حاضراً يوم الاجتماع الأول ، فكيف تخطر لي بالبال وأنا غائب ؟ لكنكم بتواضعكم وسلامة صدوركم وسمو أنظاركم جئتم بخلاف اعتقادي في الأمرين فانتخبتموني للرئاسة.[/rtl]
[rtl]إخواني ، كنت أعد نفسي ملكاً للجزائر أما اليوم فقد زدتم في عنقي ملكية أخرى ، فاللهَ أسأل أن يقدرني على القيام بالحق الواجب.[/rtl]
[rtl]إخواني إنني أراكم في علمكم واستقامة تفكيركم لم تنتخبوني لشخصي، وإنما أردتم أن تشيروا بانتخابي إلى وصفين عرف بهما أخوكم الضعيف هذا: الأول إنني قَصَرْتُ وقتي على التعليم فلا شغل لي سواه فأردتم أن ترمزوا إلى تكريم التعليم اظهاراً لمقصد من أعظم مقاصد الجمعية وحثاً لجميع الأعضاء على العناية به كل بجهده ، الثاني: أن هذا العبد له فكرة معروفة ، وهو لن يحيد عنها ولكنها يبلغها بالتي هي أحسن ، فمن قبلها فهو أخ في الله ، ومن ردها فهو أخ في الله، فالأخوّة في الله فوق ما يقبل وما يرد ، فأردتم أن ترمزوا بانتخابي إلى هذا الأصل ، وهو أن الاختلاف في الشيء الخاص لا يمس روح الأخوة في الأمر العام."[/rtl]
[rtl]هذا مبدأ عبد الحميد في الحياة. فالرجل قرآني ورباني استمد هذا من قول الله تعالى : (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلتم بالتي هي أحسن). وهذه الطريقة كان يسلكها مع جميع الناس سواء أكانوا من تلامذته ومريديه ، أم من خصوم فكرته ومناوئيه، ورغم هذا فلم تمضِ سنة على تأسيس جمعية العلماء حتى دخلت في معارك حامية مع أذناب الاستعمار ومع أصحاب البدع والخرافات، وأخذت تؤسس المدارس الابتدائية لتعليم الدين واللغة، وترسل وفود الوعاظ يجولون المدن والقرى، وكان عبد الحميد أسس بقسنطينة مدرسة التربية والتعليم وجعل لها فروعاً في القطاع القسنطيني وكاد التعليم يعم المداشر والقرى ، فأوجست الحكومة الفرنسية خيفة في نفسها فعطلت غالبية المدارس، وزجت ببعض المعلمين في السجون وحاكمتهم محاكمة المجرمين، فكان عبد الحميد يشجع أبناءه المعلمين على المقاومة ويثير حماس الجماهير، ويحتج على هذه المعاملة.[/rtl]
[rtl]طريقته في الاحتجاج على الحكومة:[/rtl]
[rtl]له في الاحتجاج طريقتان: الأولى باسمه رئيس جمعية العلماء وهي الاحتجاجات التي لا تخرج عن دائرة القانون ، الثانية باسمه الخاص وهي الاحتجاجات اللاذعة التي يصف فيها الاستعمار بكل نقيصة، ويفضح فيها مكائده ويكشف مخازيه. وسألناه مرة لماذا هذه التفرقة في الاحتجاجات؟ فقال: الاحتجاجات التي أمضيها باسم جمعية العلماء أحافظ فيها على الجمعية، والاحتجاجات التي أمضيها باسمي لا أحافظ فيها على شخصي. ولمح إلى هذا في خطاب ألقاه في 27سبتامبر [أيلول] 1936 إثر اجتماع الجمعية العامة حيث قال:[/rtl]
[rtl]"إن هذا العبد الضعيف يقدم بلسان العجز الشكر لأعضاء الإدارة إخوانه أن قدموه للرئاسة وجددوا له ثقتهم به هذا مع علمه بعبء الرئاسة الثقيل وما يلزم لها من التضحية التي هي أول شروط الرئاسة. ولقد قال الهذلي:[/rtl]
[rtl]فإن رئاسة الأقوام فاعلم * لها صعداء مطلعها طويل[/rtl]
[rtl]وإن هذا العبد الضعيف لثقته في الله وقوته بالله واعتزازه بقومه واعتماده بعد الله على إخوانه لمستعد لهذه الصعداء وإن طال مطلعها وطال." ثم قال: "إن ميدان العمل في هذه الجمعية لميدان واسع وهنالك للعمل ميادين أخرى لا أدخلها باسمها. ولكن (إن كان فيها منفعة) أدخلها باسمي إن كان عند قومي قيمة لاسمي، وأرجو أن يعينني الله عليها. أيها الإخوان! إن على كل رئيس حقاً وقد قال الأحنف بن قيس:[/rtl]
[rtl]إن على كل رئيس حقاً * أن يخضب الصعداء أو تندقا[/rtl]
[rtl]والصعداء هي الرمح يريد أنها تخضب بالدماء أو تنكسر وتندق في يده أثناء محاربته الأعداء. ولكن صعدتنا نحن التي نخضبها هي القلم (وخضايه الحبر) ولكنه لا يندق هذاالقلم حتى تندق أمامه جبال من الباطل.[/rtl]
[rtl]وإن من الحق أن نتأدب بالأدب النبوي ومنه أن لا نتمنى لقاء العدو فإذا لقيناهم فلنصبر والله معنا.[/rtl]
بمناسبة 16 أبريل يوم العلم اليكم لمحة عن حياة
العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[rtl]هو العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]-[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] م من رجالات الإصلاح في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و مؤسس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بالجزائر رائد النهضة الجزائرية، وأحد رجالات الجزائر الصامدة وعظمائها.
الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولانا من كثير الهبات والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له عظيم الرحمة شديد النقم ، وأشهد أن محمداً عبدا لله ورسوله أوتي جوامع الكَلِمْ فبلغ عن ربه شريعته بأفصح لسان وهدى وعلم فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد:[/rtl]
[rtl]جدير بنا أن نذكر عبد الحميد بن باديس كلما أظلنا يوم 16 أفريل[نيسان]، فلقد كان رحمه الله أمة وحده، وقد وهب حياته في خدمة الجزائر وكرس حياته في العلم والمعرفة وبإتصالاته بكبار العلماء ،عاملاً على نشر العربية والإسلام وجميع مقومات الشخصية الجزائرية، ولقي في سبيل ذلك جفاء الأقربين، وحرب الأبعدين، فما كلَّ ولا ملَّ ولا استسلم حتى فارق الحياة. لذلك أرى من واجب الوفاء تجديد ذكراه وتقديم لمحات من حياته للجيل الصاعد المعتز بالعروبة والإسلام عساه أن يتخذ من حياة هذا الرجل العظيم مثال احتذاء ومنار اقتداء.[/rtl]
[rtl]ولادته ونشأته:[/rtl]
[rtl]هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1307 هـ الموافق لـ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م. نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. عبد الحميد ابن باديس ظاهرة عرفها التاريخ وعرفتها الجزائر،وهكذا ترعرع في أسرة لها تالد من علم وفضل يشهد به تاريخ الجزائر من عهد المعز بن باديس الصنهاجي إلى العهد العثماني، حيث كان أبو العباس أحميدة بن باديس من أشهر قضاة قسنطينة وأفاضل علمائها، غير أن العصور المظلمة قضت على ما كانت تتمتع به هذه الأسرة وغيرها من الأسر الجزائرية من علم ومجد وبطولة ورجولة، وكمنت تلك الخصائص والميزات إلى أن تجلت في عبد الحميد فكان همزة وصل ربطَ الأواخر بالأوائل، وجدد أمجاد الجزائر وأزال عنها غبار الخمول والنسيان.[/rtl]
[rtl]تعلمه:[/rtl]
[rtl]حفظ القرآن على الشيخ محمد بن الماداسي، وتلقى مبادئ العلوم على الشيخ حمدان الونيسي بجامع سيدي محمد بن النجار بقسنطينة وقد أخذ عليه عهداً بأن لا يعمل عملاً للحكومة ولا ينخرط في وظائفها، ووفى عبد الحميد بهذا العهد وأخذه على بعض تلامذته الذين توسم فيهم خدمة الصالح العام.[/rtl]
[rtl]هجرته في طلب العلم:[/rtl]
[rtl]هاجر شيخه حمدان إلى الحجاز فتاقت نفس عبد الحميد إلى جامع الزيتونة فذهب إليه سنة 1908 فتلقى العلم على علمائه حتى أحرز على شهادة التطويع في العلوم ، وهي من أكبر الشهادات العلمية في ذلك العهد، وكان من شيوخه الذين لهم أثر في توجيهه العلمي الشيخ محمد النخلي رحمه الله ، والشيخ الطاهر بن عاشور حفظه الله.[/rtl]
[rtl]سفره إلى الشرق:[/rtl]
[rtl]ما كاد يستقر بقسنطينة بعد عودته من تونس سنة 1912 حتى تحركت في نفسه دواعي التشوق إلى البقاع المقدسة، فحج واعتمر وجدد العهد بشيخه حمدان وزوده هذا برسالة إلى الشيخ محمد بخيت أحد علماء عصره في مصر، فاتصل به وبكبار الشيوخ، ورجع من هنالك بإجازات وأسانيد.[/rtl]
[rtl]مباشرته للتدريس:[/rtl]
[rtl]عاد إلى قسنطينة ورابط بمسجد سيدي قموش يقضي بياض يومه في تعليم الشبان مبادئ العلوم والإسلام الصحيح، ويوجههم التوجيه الحسن. وعند إقبال الليل يلتفت إلى الكهول والشيوخ الملتفين حوله بالجامع الأخضر يدعوهم إلى الله على بصيرة ويذكرهم بأيام الله. فكانت مجالس دروسه كثيرة الزحام، تخرجت عليه طبقة من العلماء والأدباء امتازوا بعمق التفكير وصدق التعبير فكانوا بحق رواد النهضة الجزائرية في العلم والأدب والوطنية.[/rtl]
[rtl]اشتغاله بالصحافة:[/rtl]
[rtl]كان من مؤسسي جريدة النجاح، ثم تخلى عنها، وأسس سنة 1925 جريدة المنتقِد، وتولى رئاسة تحريرها وأسند إدارتها للشهيد أحمد بوشمال، وكان من كتابها الشيخ مبارك الميلي، والشيخ الطيب العقبي، رحمهما الله، وقد نشرت في عددها السادس مقالاً للميلي تحت عنوان «العقل الجزائري في خطر»، كما نشرت في عددها الثامن قصيدة للعقبي تحت عنوان «إلى الدين الخالص» ومثل هذه القصيدة وذلك المقال يعد جراءة كبرى في ذلك العهد لتناولهما العادات المألوفة بالنقد والتجريح. وسارت على خطتها حتى عُطلت بقرار بعدما برز منها ثمانية عشر عدداً؛ فأصدر بعد ذلك جريدة الشهاب على خطة المنتقد ومباديه، فلاقت في سبيل ذلك ما لاقت من العناء والصعوبات قلم تلن قناتها لغامز، وتحالفت قوى الرجعية وكل هامز لامز على عبد الحميد حتى أصبح مهدداً في حياته. [/rtl]
[rtl]محاولة اغتياله:[/rtl]
[rtl]ففي سنة 1927 بينما هو متوجه إلى سكنه بعد خروجه من درس التفسير ليلاً، إذا بأحد الجناة يحاول اغتياله، فاستغاث الشيخ فألقى الناس القبض على الجاني قبل إتمام الجريمة، فهنأ الشعراء الشيخَ بالنجاة، وما زلت أذكر طالعَ قصيدة محمد العيد:[/rtl]
[rtl]حمتْكَ يدُ المولى وكنتَ بها أولى * فيا لك من شيخ حمته يدُ المولى[/rtl]
[rtl]مكانة الشهاب:[/rtl]
[rtl]للشهاب مكانة مرموقة في الشمال الإفريقي ، فما زلتُ أذكر أن الشيخ مصطفى بن شعبان بتونس رحمه الله كان يكتب في جريدة الشهاب ويعمل على نشرها كان يكتب فيها من المغرب الأقصى ويعمل على نشرها الأستاذ علال الفاسي والفقيه غازي وغيرهم من شباب الأمس وشيوخ اليوم، وأذكر أن مما نشرتْه الشهاب إذ ذاك الشاب السيد علال قصيدة طالعها:[/rtl]
[rtl]أبعد مرور الخمس عشرة ألعبُ[/rtl]
[rtl]وذلك في سنة 1927، وقد استحالت الشهاب من جريدة أسبوعية إلى مجلة شهرية فكانت سجلاً لتاريخ الجزائر العلمي والسياسي في عصر الانبعاث أو في الفترة التي كانت بين الحربي الحرب الكبرى والحرب الأخيرة ، وكان يحرر فيها فصل : (في المجتمع الجزائري) أحمد توفيق المدني عالباً ويحرر فصل : (الشهر السياسي) دائماً، ويحرر عبد الحميد القسم الديني والقسم العلمي من المجلة وأهمها مجالس التذكير التي تسعى وزارة الأوقاف حالياً في جمعها ونشرها كما تولت طبع ونشر مجموعة دروسه في علم التوحيد على الطريقة السلفية.[/rtl]
[rtl]عبد الحميد ونادي الترقي:[/rtl]
[rtl]في سنة 1927 أسس السادةُ الحاج مماد المنصالي ، محمود بن ونيش ، عمر الموهوب ، أحمد توفيق المدني ، وبعض الإخوان نادي الترقي ، فكان النادي ملتقى النخبة المفكرة سواء من كان منهم مقيماً بالعاصمة أو من كان وافداً عليها من الخارج. وكانت تلقى فيه المحاضرات والمسامرات ، وتقام فيه الحفلات ، فكان عبد الحميد كلما جاء إلى الجزائر يحاضر فيه أو يسامر أو يجمتع فيه بالشباب الناهض المتوثب من طلبة العلم والمفكرين ، فكان النادي بذرة صالحة للنهضة الجزائرية.[/rtl]
[rtl]ولقد تكونت لجنة تحضيرية فيه انبثقت عنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وكان كاتب اللجنة الشيخ أحمد توفيق المدني ورئيسها السيد عمر إسماعيل رحمه الله.[/rtl]
[rtl]عبد الحميد رئيس جمعية العلماء:[/rtl]
[rtl]تأسست جمعية العلماء بعد الاحتفال بمضي قرن على احتلال الجزائر فكان ذلك رداً عملياً على المحتفلين الذين كانت أصواتهم تردد الجزائر فرنسية وكان شعار العلماء المصلحين "الإسلام ديننا ، العربية لغتنا ، الجزائر وطننا" ، وقد ظهر هذا الشعار أول ما ظهر مكتوباً على كتاب الجزائر للشيخ أحمد توفيق ، ثم تناولته الألسنة والأقلام ولقن للتلامذة في المدارس وذلك سنة 1931، وفي 5 ماي [أيار] من هذه السنة اجتمع علماء القطرالجزائري بنادي الترقي فأسسوا جمعية العلماء وأسندوا رئاستها إلى عبد الحميد بن باديس بإجماع ، وكان غائباً حيث لم يحضر معهم في اليوم الأول ولا في اليوم الثاني ، وفي اليوم الثالث جاء إلى الاجتماع وألقى كلمة جاء فيها:[/rtl]
[rtl]"إخواني ، إنني قد تخلفت عن جمعكم العظيم اليوم الأول والثاني فحرمت خيراً كثيراً، وتحملت إثماً كبيراً، ولعلكم تعذرونني لما لحقت في اليوم الثالث، وأذكر لحضراتكم ما تعلمونه من قصة أبي خيثمة الأنصاري لما تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ثم لحقه فقال الناس هذا راكب يرفعه الإل ويضعه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة ، فقالوا: هو أبو خيثمة ، فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ودعا له بخير . ومثلكم من كان له في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة." هكذا كان يستلهم أقواله وأفعاله من السنة النبوية.[/rtl]
[rtl]وألقى خطاباً آخر في ذلك الاجتماع عندما باشر مهام الرئاسة ، هذا نصه: [/rtl]
[rtl]"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إخواني، إنني ما كنت أعد نفسي أهلاً للرئاسة لو كنتُ حاضراً يوم الاجتماع الأول ، فكيف تخطر لي بالبال وأنا غائب ؟ لكنكم بتواضعكم وسلامة صدوركم وسمو أنظاركم جئتم بخلاف اعتقادي في الأمرين فانتخبتموني للرئاسة.[/rtl]
[rtl]إخواني ، كنت أعد نفسي ملكاً للجزائر أما اليوم فقد زدتم في عنقي ملكية أخرى ، فاللهَ أسأل أن يقدرني على القيام بالحق الواجب.[/rtl]
[rtl]إخواني إنني أراكم في علمكم واستقامة تفكيركم لم تنتخبوني لشخصي، وإنما أردتم أن تشيروا بانتخابي إلى وصفين عرف بهما أخوكم الضعيف هذا: الأول إنني قَصَرْتُ وقتي على التعليم فلا شغل لي سواه فأردتم أن ترمزوا إلى تكريم التعليم اظهاراً لمقصد من أعظم مقاصد الجمعية وحثاً لجميع الأعضاء على العناية به كل بجهده ، الثاني: أن هذا العبد له فكرة معروفة ، وهو لن يحيد عنها ولكنها يبلغها بالتي هي أحسن ، فمن قبلها فهو أخ في الله ، ومن ردها فهو أخ في الله، فالأخوّة في الله فوق ما يقبل وما يرد ، فأردتم أن ترمزوا بانتخابي إلى هذا الأصل ، وهو أن الاختلاف في الشيء الخاص لا يمس روح الأخوة في الأمر العام."[/rtl]
[rtl]هذا مبدأ عبد الحميد في الحياة. فالرجل قرآني ورباني استمد هذا من قول الله تعالى : (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلتم بالتي هي أحسن). وهذه الطريقة كان يسلكها مع جميع الناس سواء أكانوا من تلامذته ومريديه ، أم من خصوم فكرته ومناوئيه، ورغم هذا فلم تمضِ سنة على تأسيس جمعية العلماء حتى دخلت في معارك حامية مع أذناب الاستعمار ومع أصحاب البدع والخرافات، وأخذت تؤسس المدارس الابتدائية لتعليم الدين واللغة، وترسل وفود الوعاظ يجولون المدن والقرى، وكان عبد الحميد أسس بقسنطينة مدرسة التربية والتعليم وجعل لها فروعاً في القطاع القسنطيني وكاد التعليم يعم المداشر والقرى ، فأوجست الحكومة الفرنسية خيفة في نفسها فعطلت غالبية المدارس، وزجت ببعض المعلمين في السجون وحاكمتهم محاكمة المجرمين، فكان عبد الحميد يشجع أبناءه المعلمين على المقاومة ويثير حماس الجماهير، ويحتج على هذه المعاملة.[/rtl]
[rtl]طريقته في الاحتجاج على الحكومة:[/rtl]
[rtl]له في الاحتجاج طريقتان: الأولى باسمه رئيس جمعية العلماء وهي الاحتجاجات التي لا تخرج عن دائرة القانون ، الثانية باسمه الخاص وهي الاحتجاجات اللاذعة التي يصف فيها الاستعمار بكل نقيصة، ويفضح فيها مكائده ويكشف مخازيه. وسألناه مرة لماذا هذه التفرقة في الاحتجاجات؟ فقال: الاحتجاجات التي أمضيها باسم جمعية العلماء أحافظ فيها على الجمعية، والاحتجاجات التي أمضيها باسمي لا أحافظ فيها على شخصي. ولمح إلى هذا في خطاب ألقاه في 27سبتامبر [أيلول] 1936 إثر اجتماع الجمعية العامة حيث قال:[/rtl]
[rtl]"إن هذا العبد الضعيف يقدم بلسان العجز الشكر لأعضاء الإدارة إخوانه أن قدموه للرئاسة وجددوا له ثقتهم به هذا مع علمه بعبء الرئاسة الثقيل وما يلزم لها من التضحية التي هي أول شروط الرئاسة. ولقد قال الهذلي:[/rtl]
[rtl]فإن رئاسة الأقوام فاعلم * لها صعداء مطلعها طويل[/rtl]
[rtl]وإن هذا العبد الضعيف لثقته في الله وقوته بالله واعتزازه بقومه واعتماده بعد الله على إخوانه لمستعد لهذه الصعداء وإن طال مطلعها وطال." ثم قال: "إن ميدان العمل في هذه الجمعية لميدان واسع وهنالك للعمل ميادين أخرى لا أدخلها باسمها. ولكن (إن كان فيها منفعة) أدخلها باسمي إن كان عند قومي قيمة لاسمي، وأرجو أن يعينني الله عليها. أيها الإخوان! إن على كل رئيس حقاً وقد قال الأحنف بن قيس:[/rtl]
[rtl]إن على كل رئيس حقاً * أن يخضب الصعداء أو تندقا[/rtl]
[rtl]والصعداء هي الرمح يريد أنها تخضب بالدماء أو تنكسر وتندق في يده أثناء محاربته الأعداء. ولكن صعدتنا نحن التي نخضبها هي القلم (وخضايه الحبر) ولكنه لا يندق هذاالقلم حتى تندق أمامه جبال من الباطل.[/rtl]
[rtl]وإن من الحق أن نتأدب بالأدب النبوي ومنه أن لا نتمنى لقاء العدو فإذا لقيناهم فلنصبر والله معنا.[/rtl]